النهضة الحقيقية...
النهضة الحقيقية هي استجابة إلهية للأشواق
القلبية العميقة التي تملأ المؤمنين المشتاقين بحقٍ أن يروا مجد إلههم. تصرخ
القلوب تائبة، تاركة كل ما يعطل استعلان حضور الله، فتستجيب السماء. إذ يرى الله
قلوبنا المُشتاقة الرافضة لكل ما يعطل عمل الرب، الباكية لأجل اختبار الحضور
الإلهي، يأتي الرب بغتة ويملأ هيكله. عندما يأتي الرب بالنهضة، بحضوره المُعلَن (Manifested Presence)، يتغير شكل حياتنا تغييرًا
شاملاً.
قبل النهضة، قدمنا أنفسنا للرب بتكريسٍ حقيقيٍ،
لكن بعضنا ظلت شوائب عالقة به. صارعنا ضد الخطية وانتصرنا عليها بجهدٍ كبير. كنا
نشعر أننا على الطريق الصحيح، لكننا لم نبلغ الهدف بعد. وبغتة أتى الرب لنا! أتى
بمجده علينا، بحضوره المُعلن. لقد قرر الإله كليّ الحضور أن يعلن عن حضوره في زمان
ومكان محددين، فصار حضوره مُعلن لنا! وفهمنا في قلوبنا أننا قد انتقلنا إلى بُعدٍ
جديد في اختبار الحضور الإلهي. أعلن الرب حضوره في وسطنا، فوجدنا أنفسنا، أول ما
وجدنا، وجهًا لوجه مع الإله كليّ القداسة، فتقدسنا! صارت حياتنا حياة أخرى. تغير
سلوكنا في بيوتنا، صارت الخيام ممتلئة تسبيح! تغيرت كلماتنا وسط إيقاع أيامنا
المعتاد، امتلأنا إيمانًا، وعكست كلمات أفواهنا إيماننا! اشتعلت قلوبنا بحب النفوس
باختلاف خلفياتهم. صارت حياتنا محبة، وجذبت محبتنا النفوس ليعرفوا إله المحبة. إله
المعجزات أعلن نفسه لكثيرين بحبه الذي يخلص ويشفي ويسدد الاحتياجات. مع كل هذا،
وجدنا بداخلنا شوق أعمق لمعرفة إلهنا ورغبة متأججة لنكرس حياتنا له أكثر وأكثر
ولنختبر حضوره بلا توقف. شعرنا أننا لا نستطيع ولا نريد إلا أن نحيا لمجد الرب
مهما كلفنا هذا... عندئذ، وعندئذ فقط، بدأنا نشعر في قلوبنا أنَّ النهضة الحقيقية
قد بدأت وأننا سائرون على طريق المجد الإلهي!!..