اذهبوا إلى العالم أجمع (جديد)



عمل الروح القدس في الكرازة ودور الصلاة الشفاعية...

بقلم الأخ/ ثروت ماهر

أ‌-       عمل الروح القدس في الكرازة:
أولاً: الروح القدس هو الباديء فينا نحن أولاً بعمله لكي نكرز:
v     يبحث الله عن نقطة تلاقي...........................
اقرأ أعمال الرسل الإصحاح الرابع (1- 22).... امتلأ بطرس من الروح القدس (8) -  بما رأينا وسمعنا (20) ...........................................

v     الطريقان:
  • الأول: نفخ البالون: أخرج متحمسًا بلا تلامس حقيقي مع الله وحقه - لم أرى ولم أسمع، بماذا أشهد؟ لم أمتليء بالروح القدس، أين البرهان الحقيقي على كلامي؟ في هذا الطريق، لا وجود لثمر حقيقي.

  • الثاني: اشتعال الديناميت: أن يشتعل المؤمنون بالروح القدس . أع 1: 8
(لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهود)
    • ( قوة) كلمة قوة في أصل اللغة هي (دوناميس) و تترجم بمعنى (قوة، قدرة، مقدرة، معجزة، أعجوبة)[1] و هي نفسها الكلمة التي أخذت منها كلمة (ديناميت)
    • عندما يشتعل المؤمنون بالروح القدس تشتعل بداخلهم حقائق الملكوت (الخلاص- التبرير- البنوة- السلطان- المسحة- التكريس..... إلخ) وعندما تشتعل هذه الحقائق بالروح القدس في المؤمن تنفجر لتبيد سلطان الظلمة الذي يأسر النفوس.
    • المثال الكتابي( ما حدث في يوم الخمسين )
    • أروع ما يشتعل داخل المؤمن بالروح القدس هو محبة المسيح التي تدفعه ليصنع أي أمر لأجل المسيح.  2 كو 5: 14, 15
ثانيًا : الروح القدس هو الباديء في النفوس التي نكرز لها:
1-     أع 8: 26- 40  فيلبس والخصي الحبشي.
2-     أع 10 بطرس وكرنيليوس.

ثالثًا : الروح القدس هو المايسترو الذي يقود عملية الكرازة:
.....................................................................................................
رابعُا : الكرازة وعمل الروح القدس بالآيات والعجائب:
مر16: 15-20 & أع 4: 29- 31 & أع14: 3 ................................................
خامسًا: الروح القدس هو الوحيد القادر على تجديد الناس:
تيطس3: 5 ........................................................................................
سادسًا: الروح القدس هو نفسه عطية الإيمان:
...............................................................................................
رسالة الكرازة :[2]
        
تقديم الإنجيل
                    i.            ماهية الإنجيل:
1 كو 15:  1- 4 (1  و اعرفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به و قبلتموه و تقومون فيه
  2  و به ايضا تخلصون ان كنتم تذكرون اي كلام بشرتكم به الا اذا كنتم قد امنتم عبثا3  فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب 4  و انه دفن و انه قام في اليوم الثالث حسب الكتب )
                  ii.            عطايا الإيمان بالإنجيل:
1- غفران الخطايا    -2- عطية الروح القدس
أع 2: 38 (فقال لهم بطرس توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس )
                iii.            مطالب الإنجيل:
1- التوبة     -2- الإيمان
.........................................................................................................................

سابعًا: الاعتماد على الروح القدس في أصعب المواقف:
-         و تكونون لي شهودا في اورشليم أع 1: 8
-         و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدئا من اورشليم لو 24: 47

؟؟؟؟؟ لمــــاذا أورشـــــــليـم  ؟؟؟؟؟
أورشليم كانت أصعب مكان يمكن أن تبدأ فيه الكرازة، حيث:
1-     المسيح صلب على مرأى من شعب المدينة كمجرم، فكيف نكرز به لنفس هذا الشعب كمخلص.
2-     الصلب كان بحُكم مؤيد برأي الشعب الذي من المفترض أن نكرز له.
3-     يوجد عدة فضائح معروفة عن أتباع المسيح في أورشليم:
- الأولى: فضيحة خيانة يهوذا ،   الثانية: فضيحة إنكار بطرس  ،   الثالثة: فضيحة هروب جميع التلاميذ من عند الصليب ماعدا يوحنا.  
4-      اليهودية كانت ديانة أورشليم الراسخة, فقد كان الدين ملتحمًا مع الدولة.
5-     الأشاعات التي أشيعت بأن التلاميذ قد سرقوا جسد المسيح، كان يمكن أن تقف حائلاً بين الناس و بين تصديقهم للقيامة التي بدونها لا تكتمل الكرازة.
6-     التلاميذ المكلفون بالمأمورية العظمى ليس لهم أي ثقل اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي في مجتمع أورشليم، و هم معروفون بأنهم من الطبقى الدنيا في المجتمع.[3]

يريد الرب أن يعلمنا:
1-     أن لا نخاف، الروح القدس يعطينا الشجاعة.
2-     ألا نخضع الكرازة للمنطق البشري، الروح القدس يعطي البرهان (1كو2: 1- 5)
حيث أن:
3-     تستمد الكرازة قوتها من الروح القدس نفسه. أع 1: 8 (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهود)
..............................................................................................

ب‌-   دور الصلاة الشفاعية:
التعريف: ........................................................................................
باجا: [4] .............................................................................................
أف6: 12 .........................................................................................
2كو4: 4 .........................................................................................
أع 26: 17, 18 .................................................................................
كو1: 12, 13 ....................................................................................


[1] دير الأنبا مقار, قاموس يوناني عربي لكلمات العهد الجديد( دير الأنبا مقار: وادي النطرون, 2003) ص 39
[2] الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة, المناداة بالإنجيل ( KDEC.net: القاهرة, 2005)
[3] إد سيلفوسو, لكي لا يهلك أحد ( وفيق أيوب بشاي: القاهرة, 2005) ص 68, 69
[4] داتش شيتس, الصلاة الشفاعية ( وفيق أيوب بشلي: القاهرة, 2004)
=======================================================
================================================



بحث في الإرساليات

"إرسالية ديفيد ليزربري"

بقلم/ إكرام عادل


فهرس المحتويات:
1-    المقدمة
2-    أمثلة من حياة المرسلين : ديفيد ليزربري
·        الدعوة و إدراكها
·        الزمن بين الدعوة و بداية الانطلاق إلى تحقيقها و مراحل الانتظار
·        معاملات الإعداد
·        مغامرات الإيمان في الطريق إلى الإرسالية
·        الصعوبات و التحديات و حياة البذل و التضحية
·        إختبارات الإيمان أثناء الإرسالية
·        نقاط القوة و الضعف
·        التلامس الشخصي و التطبيق
3-    الخاتمة
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
      i.             المقدمة: [1]

      " ثم سمعت  صوت السيد قائلاً: مَن أُرسل و مَن يذهب من أجلنا ؟ فقلت: هأنذا أرسلني"
أش 6: 8
     يُدوي صدى هذا السؤال حتى الآن, فمايزال صوت الرب سائلاً : مَن أرسل ؟؟
و مايزال السيد الرب مُنتظرًا لشخص يقول: هأنذا أرسلني.

   الإرسالية... كلمة من بعض حروف قليلة, ولكنها شكلت حياة أشخاص, بل أمم بأكملها. نسمع كثيرًا عن الإرسالية والمرسلين في اجتمعاتنا, أو في الكثير من الكتب التي نقرأها.
ولكن مرات وسط ما نسمعه نجد أنفسنا باحثين عن المعنى الحقيقي للإرسالية, ونجد بداخلنا بعض الأسئلة التي تحتاج لإجابات. فمثلاً هل للإرسالية أساس كتابي ؟ وهل هناك مَن عاشوا حقًا كمرسلين شكلوا في الأمم والشعوب ؟ هل الإرسالية هي رحلة إيمان ؟ وهل تتطلب إعداد.
    
     قبل أن نستعرض إجابات لهذه الأسئلة لابد علينا أن نوضح الأساس الكتابي للإرسالية, وخاصًة أن هناك الكثيرون الذين يشككون في وجود هذا الأساس . ولكن ما يوضحه الكتاب لنا أن إلهنا الذي نعبده هو إله مرسلي[2], فعندما دعى الله ابراهيم, دعاه ليباركه وليكون بركة كما هو مكتوب:  "والعهد الذي عاهد به الله آبائنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض " أع 3: 25, أي أن في خطة الله الأصلية لإبراهيم, أن يصير إبراهيم بركة لجميع الأمم, وهذا ما تم في شخص الرب يسوع الذي أُرسِل من الآب لأجلنا " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. " غل 4: 4, 5. بل أن الرب يسوع بعد صعوده قد أرسل لنا الروح القدس المُنبثق من الآب بحسب وعده: " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي." يو 15: 26. وعلى هذا نجد أن إلهنا هو إله مُرسلي, فالآب أرسل الإبن, والإبن أرسل الروح القدس. بل أن أول من دعاه الله وهو إبراهيم, دعاه لتتبارك في نسله جميع الأمم, وآخر ما أوصانا به الرب يسوع قبل صعوده هو أن نذهب ونكرز بالإنجيل للخليقة كلها " إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " مر16: 15

     في بحثنا هذا نتناول حياة "ديفيد ليزربري" المرسل إلى أفغانستان, كنموذج للإرسالية, كي نتعلم من حياته بعض الدروس الهامة, ونجيب عن الأسئلة التي تحتاج لإجابات.. فإلى هناك..


   ii.            أمثلة من حياة المرسلين : ديفيد ليزربري


  •     الدعوة و إدراكها
    استخدم الله معاناة الأفغان لكى يجعل ديفيد ليزربري يشعر بألام المسيح نفسه, وليسمح له ان يرى مقدار ما قدمه للعالم أجمع بمن فيهم هذا المحارب القتيل. الذى رآه ديفيد وكان هذا المحارب فى السابعة والعشرين من عمره وكان مُلقى على الأرض يحتضر بفعل جُرح أحدثته رصاصة فى مؤخرة رأسه. ولكن الله استخدم هذا المشهد ليأسر به قلب ديفيد ليستطيع ان يدرك ما يريد الله أن يدعوه له. فنحن نرى من هذا أن الله يسمح ببعض التجارب التى فى حياتنا لكى ندرك ما يجَرَب الناس به، وندرك دعوته في حياتنا, بل أن المسيح نفسه "لأنه فيما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين." عب 2: 18 وأيضًا مكتوب عنه "مجرب فى كل شئ مثلنا بلى خطية " عب 4 : 15 . فأنه هكذا إذ تأثر ديفيد بألم المحارب وشعر به، استخدم الله تأثره هذا ليفجر الدعوة الإرسالية فى قلبه. وهكذا ندرك كيف أن الله يستخدم أيضًا ما نراه من آلام وتجارب الناس لكى يكلمنا عن دعوته الخاصة لحياتنا.

  •     الزمن بين الدعوة و بداية الانطلاقة
    يسمح الله, غالبًا, بأن يكون هناك فترة زمنية مابين الدعوة, وتحقيقها مثلما حدث مع الرسول بولس مثلاً, الذي تعرف على المسيح, واستمر بعدها ثلاث سنوات لا نعلم عنه شيئًا غير أنه كان في صحراء العربية ورجع إلى دمشق, كما كتب هو عن نفسه: " ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته...لا صعدت إلى أورشليم...بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضًا إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم..."غل1: 15 - 18 ويعلق متى المسكين على هذا قائلاً: " لقد كانت فترة مراجعة وتوبة ودراسة على يد الروح القدس, وانفتاح وعي الإيمان على أعلى درجاته وأعمق إمكانياته."[3]  ومن الواضح أن الزمن بين الدعوة وبداية الانطلاق عند بولس كانت هذه السنوات الثلاثة, ونجد أيضًا هذه الفترة عند ديفيد ليزربري واضحة, إذ شعر بالدعوة وهو في الرابعة عشر من عمره, ولكنه انطلق لتحقيق الدعوة بعد أن أتم دراسته الجامعية.

  •     معاملات الإعداد
  نرى أن الاعداد قد بدأ في حياة ديفيد ليزربري وهو في سن صغيرة جدًا, إذ كان في الصف الأول الابتدائي, وأول الدروس في حياته كان درس العطاء. حيث استخدمه الله في أن يعطي أفضل لعبة عنده لصديقه ألبرت. والعطاء من المباديء الأساسية الهامة التي يحفرها الله في حياة المُرسَل "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ " أع 20: 35 كما تعلم أن يعطي بفرح كما هو مكتوب "المعطي المسرور يحبه الرب " 2 كو 9: 7 . كما تخلل أيضًا فترة الإعداد هذه تأكيدات من الله عن الدعوة. وأيضًا من تعاملات الإعداد أن الله علمه كيف يثبت عينيه عليه, على الله ذاته, وليس على الناس "ناظرين إلى رئيس الإيمان و مكمله يسوع " عب 12: 2
وعندما كان ديفيد يلعب أحد الألعاب, وهي المضمار, في المرحلة الثانوية, كان يرى جهوده وأدائه على أنها قليلة وسيئة. ولكنه وجد أن مدربه يرى غير ذلك, إذ يرى جهوده على أنها جهود جبارة وعظيمة, وإن لم تكن نتائجه كذلك. وتعلم أنه وإن كان لا يقبل نفسه, إلا أن مدرب حياته كلها, الرب يسوع, يقبله ولا يستثني أحدًا للخروج من الفريق, وهكذا تعلم أن لا ينسحب أبدًا ولا يتراجع وحتى لو كان استمراره مؤلمًا, وأن الله قد خلقه هكذا لهدف ما وعليه أن لا يقارن نفسه أبدًا بأي شخص, وعندما فعل ذلك شعر بحرية مختلفة بداخله.
كما تعلم ديفيد أنه لكي يكون تابعًا للمسيح عليه أن يكون مستعدًا لعمل كل ما يطلبه منه الله, بدون النظر إلى أي شيء آخر كما هو مكتوب " ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله. " لو9: 62 وأيضًا:  " ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة " 2 تي 2: 4  

  •    مغامرات الإيمان
    إن تحقيق دعوتنا الإلهية في حياتنا تتطلب أن نكون على استعداد للمغامرة الإيمانية, ونرى ذلك في حياة ديفيد ليزربري, إذ مر ببعض المغامرات التي كان عليه أن يطيع الله فيها, فمثلاً كان عليه أن يذهب إلى بلاد لا يعرف لغة أهلها, ولكن كان عليه فقط أن يطيع دون أن ينشغل بالصعوبات. كان يعلم أنها مخاطرة إيمانية وعليه أن يثق في الله. وكم من مرات واجه ديفيد صعوبات في الحصول على تأشيرات الدخول إلى البلاد المختلفة, وكان عليه أيضًا أن يثق أن الله سيأتي له بالتأشيرات بطرق الله الخاصة. وهكذا نرى أن درس الإيمان هو درس أساسي جدًا في حياة المرسل "بدون إيمان لا يمكن إرضاءه" و أيضًا  "الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود. اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. اخذت نساء امواتهن بقيامة " عب 11: 33 - 35  فالإيمان هو أساس حياة المرسل, بل أساس حياة المؤمن عامة.

·        الصعوبات و التحديات و حياة البذل و التضحية
    نرى أنه لتحقيق مشيئة الله في حياتنا ولكي نتبع الله تباعية حقيقية, فإن ذلك سيتطلب منا التضحية الحقيقية والبذل كما هو مكتوب " إن أراد أحد أن يأتي ورائي, فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني " مت 16: 24. لذلك كان على ديفيد أن يترك بيته وعائلته وأصدقائه ومكان راحته وأمانه ليذهب إلى المكان الذي دعاه الرب إليه. ومن الصعوبات والتحديات أيضًا  التي واجهت ديفيد أنه عند وصوله إلى أفغانستان أنه قد وصل في شهر رمضان, حيث لا يعمل أي شخص في هذا الشهر إلا الأعمال الطارئة, ولهذا لم يجد ديفيد مَن يساعده في أي شيء عند وصوله, ولكنه لم ييأس. كما كان ديفيد يشعر في أوقات كثيرة بالخوف لأسباب شخصية, حيث كان ينظر داخله ويرى ضعفاته فيخاف, كما شعر بالخوف والتهديد لأسباب خارجية مثلما خاف وهو ذاهب إلى كابول بسبب المجاهدين الذين كانوا يحيطون به.
ومن التحديات التي واجهت ديفيد كانت حاجز اللغة, وصعوبة الحصول على التأشيرات, بالإضافة لبعض التحديات الصحية له ولزوجته, ولكن كل هذا لم يثني ديفيد ولا زوجته عن دعوتهما, بل ثبتا أنظارهما على الرب واستمرا ليكملا رحلة الإيمان.

·        اختبارت الإيمان أثناء الإرسالية
     إن الصعوبات التي تكلمنا عنها في النقطة السابقة, هي نفسها التي تتحول إلى إختبارات إيمان, وذلك بعد أن نجد الإيمان الذي يجعلنا نرتفع على هذه الصعوبات نفسها, كما هو مكتوب " قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح. " 2 كو 12: 9 وأيضًا " من الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة " قض 14: 14
وأنه كلما كان يقف ضعيفا أو حائرا ولا يعرف أو يفهم كان يقف ويصلى قبل أن يتحرك  وكان الله أمينا جدًا معه, لسبب أمانته وإيمانه. وأيضًا نرى تعاملات الله مع الناس الذين كان ديفيد يتكلم معهم, وكيف وثق ديفيد أن الله سيستخدم كلماته ومعاملات حياته لتشهد وتتكلم عن الله, وكان أحيانًا يرى الله يحدث التغيير وأحيانًا لا يرى التغيير في وقته.
أيضًا كانت التأشيرات تأتي دائمًا بطرق غير طبيعية, لإيمانه وصلاته المغيرة. وعندما كان الله يدعوه لبلاد أخرى مثل ألمانيا, على الرغم من عدم فهمه لماذا ألمانيا بينما هو مدعو أساسًا لأفغانستان! كان يطيع الله من كل قلبه, ونتيجة الطاعة والإيمان وجد نفسه في وسط عشرين ألف أفغاني وسط ألمانيا!!! هذه هي نتيجة الإيمان والتحرك وراء الله بكل طاعة حتى إذا بدت قيادة الله غريبة في بعض الأحيان, كما هو مكتوب:  "بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا أن ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي " عب 11: 8

·        نقاط الضعف والقوة
    من نقاط الضعف التي يمكن ملاحظتها:
1.     عدم معرفة اللغة للبلد التي يذهب إليها المرسل, وقد يكون هذا مُبررًا في حياة ديفيد, نظرًا لأن الحقبة الزمنية التي ذهب أثناءها, لم تكن لتساعده على إيجاد وسيلة لتعلم اللغة, ولكن الآن وقد تقدمت وسائل التكنولوجيا, يمكن للشخص الذي سيُرسَل إلى أي بلد أن يحاول أن يتعلم ولو مباديء اللغة قبل أن يذهب, ما لم يقوده الله لأمر مختلف.
2.     الخوف.
  

 من نقاط القوة التي يمكن ملاحظتها:
1.     الإيمان
2.     الصلاة وسماع صوت الرب قبل التحرك لأية خطوة.
3.     الطاعة حتى رغم عدم الفهم في بعض الأحيان.

·        دروس هامة:
1.     عدم طاعتي للرب يجعلني أخسر وأضيع الوقت.
2.     أن الله يرسل أناسًا آخرين كسند في الدعوة, للمساعدة على تحقيقها.
3.     الله يستطيع أن يفتح طرق عديدة ليحقق دعوته لي بطرق غير طبيعية.
4.     نتعلم أن نسمع صوت الرب ونطيع إرشاده مهما قال.
5.     لا نضع حدودًا بشرية للطرق التي يمكن أن يتعامل بها الرب معنا.
6.     الصعوبات التي في حياتي, الله يعرف كيف يتعامل معها ويستخدمها.
7.     أقبل وأحب نفسي كما أنا, الله يراني نافعًا.
8.     الجرأة في تحركاتي مع الرب.
9.     عليَّ أن أهتم باهتمامات الله, وليس باهتماماتي الشخصية.
10. الإرسالية عمل إلهي, وهدف أساسي من أهداف الله لشعبه. 

iii.            الخاتمة:

     رأينا مما سبق أن الله هو إله مرسلي, فالإرسالية تقع في قلب مشيئة الله. وتعرفنا على "ديفيد ليزربري" كواحد من المرسلين المعاصرين الذين يستخدمهم الله في واحدة من أصعب بقاع العالم, كيف دعاه الله, وكيف رأى يد الله في المغامرات واختبارات الإيمان, وتكلمنا عن نقاط القوة والضعف, وأخيرًا فإن أبلغ الكلمات التي نختم بها, هي تلك الكلمات التي يشجعنا بها الوحي الإلهي, إذ يقول: " وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن وهذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبراون ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالايات التابعة.. امين "(مرقس 16: 15 - 20)
________________________________________


[1] ثروت ماهر, مقتطفات من بعض الأبحاث المُقدمة إلى كلية اللاهوت الإنجيلية - العباسية
[2] جون ستوت, مقال" الإله الحي إله مُرسلي ", منشور بكتاب أبعاد الحركة المسيحية في العالم, مشرف على الترجمة ق. سويلم سيدهم. ص 8
[3] متى المسكين, القديس بولس الرسول حياته و لاهوته و أعماله. ص 77

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق