دراسات في كتابات الرسول يوحنا:
هي سلسلة دراسات كتابية تتمركز حول الإعلان عن الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا الثلاثة. الدراسات تشمل سبعة عشر درسًا بالاضافة إلى بعض الأسئلة التي تساعد على التركيز في فهم الدروس.
دراسات في كتابات الرسول يوحنا
بعنوان: " و رأينا مجده... "
اعداد / الأخ: ثروت ماهر
الأسبوع الأول
النور في كتابات يوحنا....
القراءات الأساسية : يو8: 1 - 12& يو9: 5
" أنا هو نور العالم ." يو8: 12
أولاً : " أنا هو " و دلالتها اللاهوتية:
النطق اليوناني: ( إيجو إيمي ) ، يوازيه النطق العبري: ( إني هُو )
- اللقب " أنا هو " هو النطق الإلهي ليهوه في العهد القديم.[1]
- جاء في العهد القديم 106 مرة منها على سبيل المثال 24 مرة في سفر اللاويين، 32 في سفر حزقيال، 19 مرة في سفر أشعياء .
- جاء في العهد الجديد 30 مرة منها 26 في إنجيل يوحنا.
أمثلة لاستخدام " أنا هو " في العهد القديم :
استخدمت " أنا هو " في العهد القديم لتعلن عن الله (يهوه) بكل سلطانه و قدرته، و إليك بعض الشواهد التي استخدمت فيها:
خر 3: 13, 14 ( أهيه الذي أهيه ): أنا أكون الذي أكون - أنا كائن الذي أنا كائن - أنا الكينونة[2]
خر7: 5 , خر14: 18 , مز46: 10 , إش 43: 25 , حز34: 15
و أيضًا إش48: 12 و هذا الشاهد من الشواهد الواضحة جدًا في الترجمة العربية التي بين أيدينا، حيث يقول: " اسمع لي يا يعقوب و إسرائيل الذي دعوته: أنا هو . أنا الأول و الآخر "
ü الرب يسوع المسيح في كل مرة كان يقول فيها " أنا هو " كان يستعلن لنا في ذاته "يهوه " العهد القديم الله القدير بكل سلطانه، و في هذا يقول لنا الأب متى المسكين: " ...لم يجد المسيح أي حذر أو ما يدعو للحذر في استخدامها ( استخدام " أنا هو " ) بالرغم من سطوع شكلها و نبرتها في أسماع اليهود، حتى أنهم لما سمعوها واضحة من فم المسيح رفعوا الحجارة ليرجموه لأنهم لم يخطئوا معناها و لا القصد منها !!! "[3]
تدريب: حاول أن تستخرج من إنجيل يوحنا، الإصحاح الثامن، المرات التي استخدم فيها الرب يسوع اللقب "أنا هو" ( خمس مرات )[4] و تأمل في رد فعل اليهود على هذا، و أيضًا في تعليق الوحي المقدس على هذا.
ثانيًا: مقدمة عن النور في العهد القديم:
1- الله يتقابل مع موسى في عليقة مشتعلة تتوقد بالنار، و لا تحترق. (خر3: 2 - 6 )
2- الله يسير أمام الشعب نهارًا في عمود سحاب و ليلاً في عمود نار ليضيء لهم. ( خر13: 20- 22 )
3- موسى يتقابل مع الله فيرجع إلى الشعب و وجهه يلمع. ( خر34: 29 - 35 )
4- مجد الرب و بهاءه يملأ خيمة الاجتماع ( خر40: 34 - 38 ) حيث كان الرب يتراءى على غطاء تابوت العهد و كان حلوله هذا يسمى عند اليهود ( الشاكيناه ) أو الحضرة الإلهية أو مجد الرب أو بهاء مجد الله.[5]
5- الشعب يرى مجد الرب. ( لا9: 22 - 24)
6- نبوة بلعام عن المسيا الآتي أنه هو الكوكب ( النور ) ، حيث يقول: " أراه و لكن ليس الآن. أبصره و لكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب. " ( عد24: 17 )
7- داود يغني للرب الذي هو النور و الخلاص. ( مز 27: 1) , (مز 36: 9 )
8- مجد الرب يملأ هيكل سليمان عند تدشينه. ( 2 أخ5: 14 )
9- نبوة إشعياء عن النور العظيم الذي سيبصره الشعب . (إش9: 2)
10- النور ليس لشعب إسرائيل فقط بل لجميع الأمم . (إش42: 6 , 49: 6)
11- حزقيال يرى مجد الرب المضيء ( كشبه إنسان ) و يتكلم معه في السبي . (حز1: 1 - 5)
12- حزقيال يرى مجد الرب و هو ينتقل و يغادر مكانه المعتاد في الهيكل. ( حز9: 3 & 10: 4 , 18 - 19 & 11: 22 - 25 )
13- حزقيال يرى مجد الرب المضيء في الهيكل الجديد (حز 43: 1- 6)
14- المسيا الآتي هو شمس البر الذي يشرق بالشفاء . (ملا4: 2)
ü ظل الشعب منتظرًا النور الذي سيأتي عندما تشرق شمس البر , و يعود مجد الشاكيناه للظهور في وسطهم مرة أخرى و فهموا أن هذا لن يحدث إلا عندما يأتي المسيا.
ثالثًا : مقابلات مع النور الحقيقي في إنجيل يوحنا:
المسيح يعلن لنا عن ذاته في إنجيل يوحنا :
1- إنجيل يوحنا : الإصحاح الأول: ( نور الناس - الشهادة للنور - النور الحقيقي - و رأينا مجده )
2- عيد المظال : لمحة عن عيد المظال: العيد السابع و الأخير في الأعياد اليهودية - يُسمَى اليوم الأخير منه : اليوم الأخير العظيم.
كان الشعب في هذا العيد يقيمون في مظال ( خيام ) ليتذكروا السنين التي قضوها في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، و ليتذكروا الأحداث التي جرت في البرية، و كان يوجد طقسين هامين في هذا العيد و هما (طقس سكب المياه) و (طقس إنارة الهيكل) و سنتكلم اليوم عن طقس الإنارة.
طقس إنارة الهيكل : كانوا يضيئون أربع منارات، لكل منها أربع سرج، كانت المنارات ضخمة جدًا حيث كانوا يصعدون إليها بسلالم، و عندما تضاء كان نورها يملأ سماء أورشليم.
بعد إضاءة المنارات كانوا يرتلون 50 ترنيمة كلها مأخوذة من مزامير المصاعد (مز120 - مز 134 ) و ذلك على نور المنارات, كما كان يتحرك كاهنان يضربان بالأبواق.
يتكرر هذا الطقس في كل ليلة من ليال العيد، و حسب تفسير الرابين فإن هذا الطقس هو للتذكير بنزول مجد الرب ( الشاكيناه ) قديمًا، و يعلن عن شوق الشعب لرجوع الشاكيناه مرة أخرى في أيام المسيا بحسب ما جاء في (حز43: 1 - 6 )
ü وقف المسيح بعد انقضاء أيام العيد ليعلن أنه هو بشخصه المجيد الاتمام النهائي لهذا الطقس، إذ قال لهم: " أنا هو نور العالم " مستخدمًا " أنا هو " التي تكلمنا عن مدلولها اللاهوتي مع "نور العالم" بكل خلفيتها التي أوضحناها أيضًا.
3- شفاء المولود أعمى: (يو9) تأكيد أنه نور العالم الذي ينير كل شخص يأتي إليه باختبار شخصي...... القرينة : عيد التجديد...
رابعًا : دروس ختامية :
1. إعلان المسيح عن نفسه أنه نور العالم يأتي بعد مقابلته للمرأة الزانية !!
- المسيح يقدم نفسه النور الحقيقي الذي ينير الخاطيء، تأمل معي في هذا...................
2. أنتم نور العالم ( مت 5: 14 )
- تأمل معي في علاقة هذا بكل ما قلناه : ......................................................
3. الله نور ( 1يو1: 5 ) & الله محبة ( 1يو 4: 16 )
4. محبة الأخوة هي مقياس النور & الثبات في المحبة هو الثبات في النور.
( 1يو 2: 8 - 11 )
- فكر معي في روح الصلاة: هل المحبة ناقصة في أي علاقة في حياتك ( بيتك - أسرتك - عملك - جيرانك - خدمتك )
و لا تنسى أن مقياس المحبة عند الرب " أن تحب قريبك كنفسك " فكر ما الذي تحبه لنفسك و هل تحتاج أن تصلي لكي يملأك الرب بمحبة حقيقية لكل مَن حولك ؟
5. مَن له النور في حياته هنا ، أي مَن له المسيح، له وعد بالمدينة السماوية.
- "....و المدينة لا تحتاج إلى الشمس و لا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها و الخروف سراجها و تمشي شعوب المخلصين بنورها و ملوك الأرض يجيئون بمجدهم و كرامتهم إليها." ( رؤ21: 23, 24 )
- و لا يكون ليل هناك , و لا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس، لأن الرب الإله ينير عليهم ، و هم سيملكون إلى أبد الآبدين. ( رؤ22: 5 )
ü في آخر سفر في الكتاب المقدس, سفر الرؤيا، و في آخر إصحاحات هذا السفر، أي في آخر إصحاح في الكتاب المقدس يقول الرب هذه الكلمات للرسول يوحنا : " أنا يسوع، أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس. أنا أصل و ذرية داود. كوكب الصبح المنير. " (رؤ22: 16 )
صلاة : يا أيها النور الحقيقي ... يسوع المسيح ... ربي و إلهي ... كوكب الصبح المنير... هلم تفضل و حِل فيّ كما هو مكتوب ( ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم ) ... أنر حياتي بحضورك ... أعطني نورك لأكون نورًا ... أسلمك كل حياتي... أحيا لك إلى الأبد ...
=========================================================================
المراجع المستخدمة:
New Testament; Interlinear Greek - Arabic
الأب متى المسكين :
1- المدخل لشرح إنجيل يوحنا
2- شرح إنجيل يوحنا - الجزء الأول
3- في اللاهوت / ألقاب المسيح "نور العالم"
4- شرح و تفسير الرسالة الأولى للقديس يوحنا الرسول.
القمص روفائيل البرموسي:
1- المسيح في الأعياد الإلهية
2- شعبي لا يفهم.
ناشد حنا:
سحابة المجد
الإعداد للأسبوع المقبل
- الموضوع: الماء الحي في كتابات الرسول يوحنا
القراءات الأساسية: يو4: 1 - 30 , يو7: 37 - 44
[1] الأب متى المسكين, المدخل لشرح إنجيل يوحنا, من ص 218 إلى ص 246
[2] المرجع السابق
[3] المرجغ السابق
[4] New Testament; Interlinear Greek - Arabic
[5] الأب متى المسكين, شرح إنجيل يوحنا. الجزء الأول. ص 93 - 102
===========================================================================================
دراسات في إنجيل يوحنا بعنوان:
" ورأينا مجده... "
الأسبوع الثاني
الماء الحي في إنجيل القديس يوحنا
القراءات الأساسية: يو4: 1 - 30 ، يو7: 37 - 44
أولاً: مقدمة عن الماء في العهد القديم :
1. الله يعطي الشعب الماء من الصخرة أثناء وجودهم في البرية. (خر17: 6 , عد20: 11 )
2. تدرج اتساع مفهوم إعطاء الماء : مز78: 20 , مز105: 41 , مز114: 8
3. الله يَعِد بالماء الذي للخلاص وللتطهير ولإعطاء قلب جديد وروح جديدة.
( إش 12: 3 , حز36: 25 - 27 )
4. الله بذاته هو ينبوع الماء الحي ( إر 2: 13 , مز36: 8, 9 )
5. الماء هو الروح، الله بذاته سيسكب من روحه. ( إش44: 3 , يوئيل2: 28, 29 )
ü ظل الشعب منتظرًا وعد الله بأن يرسل روحه، وفهموا أن الوحيد الذي سيتمم هذا الوعد هو المسيا، فهو الذي عند مجيئه سَيعطَى الروح .
ثانيًا: مقابلات مع الماء الحي في إنجيل يوحنا :
المسيح يعلن لنا عن ذاته في إنجيل يوحنا :
1. في مقابلته مع السامرية ( يو4: 1 - 30 ) يعلن لنا المسيح أنه هو الله الواهب الماء الحي، وأن من يشرب من الماء الذي يعطيه هو لا يعطش أبدًا ، بل الماء الذي يعطيه المسيح يصير فينا ينبوع مياه ينبع إلى حياة أبدية.
( لاحظ الأعداد 10 , 13 , 14 , 24 ) من هذا الجزء .
2. في عيد المظال ( يو 7: 37 - 44 )
ü لمحة عن عيد المظال: العيد السابع والأخير في الأعياد اليهودية - يُسمَى اليوم الأخير منه: اليوم الأخير العظيم.
كان الشعب في هذا العيد يقيمون في مظال (خيام) ليتذكروا السنين التي قضوها في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، وليتذكروا الأحداث التي جرت في البرية.
- طقس سكب المياه : .............................................................
- الصلوات التي كان الشعب يرددها: ...........................................................
- وكيف وقف المسيح ليعلن أنه هو بشخصه المجيد الإتمام النهائي لهذا الطقس؟ ...........................................................
ثالثًا: دروس ختامية:
ü المسيح هو الصخرة الذي ينبع منه ماء الروح - راجع ( 1 كو 10: 4 )
وأيضًأ راجع ( يو19: 28 - 34 ) " لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء. " (يو19: 34 )
ü بالإيمان بالمسيح وحده نستطيع أن نرتوي بماء الروح القدس، والمسيح في كل يوم يريد أن يروينا و يملأنا بالروح القدس .... المسيح هو ينبوع المياه وهو يسكن بداخلنا بالإيمان
( ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم ) فيصير ينبوع الماء الحي بداخلنا، يروينا ويفيض على الآخرين.
ü سؤال ختامي: كيف تضمن استمرار الارتواء؟
.......................................................................
( راجع أم11: 25 ) شارك بالحياة التي عندك مع كل مَن هم حولك، ولا تبخل على أهلك أو جيرانك أو زملائك في العمل.
ü تشجيع من سفر الرؤيا:
رؤ21: 5 - 8 .........................................................
ü المراجع المستخدمة، و التي يمكنك مطالعتها إن كنت تريد المزيد في موضوع الماء الحي:
§ الأب متى المسكين: المدخل لشرح إنجيل يوحنا: الأجزاء التي تتكلم عن الماء الحي.
§ الأب متى المسكين: شرح إنجيل يوحنا: الاصحاح الرابع، الاصحاح السابع.
§ القمص روفائيل البرموسي: المسيح في الأعياد اليهودية: فصل عيد المظال.
الإعداد للأسبوع المقبل:
- الموضوع: خبز الحياة في كتابات يوحنا
- القراءة الأساسية : إنجيل يوحنا : الإصحاح السادس
ملحوظة: لا تنسى مراجعة ما تعلمناه عن (أنا هو) لأننا سنستخدمه في المرة القادمة.
سيتم وضع الدروس الجديدة بصفة دورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق